الاثنين، 4 فبراير 2013

"الــزرزور الـرمـادي " قصة للأطفال بقلم: الطاهر شرقاوى

الــزرزور الـرمـادي
 الطاهر شرقاوى

 كان الزرزور الرمادي ، يسكن في شجرة ليمون . 
في يوم ، قال لنفسه : لا بد أن أبحث عن مكان آخر ، إنها شجرة صغيرة ، على فروعها شـوك يضايقني ، كمـا أن الأولاد ، الذين يـمسكون في أيديهم بنبلة ، سيرون عشي .
 نعم ، لا بد أن أبحث عن مكان آخر . 
رفرف الزرزور الرمادي بجناحيه ، وطار بين الأشجار . 
حط على النخلة . وأخذ يقفز من جريدة إلى أخرى ، ثم قال : النخلة لا تنفع ، لبناء العش ، الغربان والصقور ، ستراني بسهولة ، وأشعة الشمس الحامية ، ستكون فوق عشي طول النهار لا بد أن أبحث عن مكان آخر .
 هز الزرزور الرمادي جناحيه ، وطار إلى فوق ... فوق ... ثم نزل على شجرة الجوافة . ثم طار ، ولف حولها مرتين . 
قال بأسى : رائحتها حلوة ، لكنها أيضا لا تنفع ، أفرعها قليلة ، ولا يوجد مكان لبناء العش . لا بد أن أبحث عن مكان آخر . 
حرك الزرزور الرمادي جناحيه ، حلق عاليا .. وبعيدا .. ثم حط على شجرة التوت ، الضخمة ، قال الزرزور بفرح : أنا أحب التوت . التوت طعمه حلو ، سأبني عشي بين الأوراق الكثيفة ، والفروع المتشابكة ، هنا لن يراني الأولاد ، ولن تراني الغربان والصقور ، كما أن الأوراق الخضراء ، ستحجب عنى أشعة الشمس . أنا أحب شجرة التوت . شجرة التوت ، لا يوجد بها شوك . 
في يوم ، حط زرزور كبير ، على شجرة التوت ، قال : مكان جميل ، وتوت لذيذ .
 نط الزرزور الرمادي ، إلى جـواره ، وهـو يقول : تعال لتبنى عشك هنا .
 ابتسم الزرزور الكبير ، وقال : أنا لي عش ، على شجرة قريبة من هنا . 
تكلم الزرزور الرمادى ، بعد أن ابتلع توتة سمراء : أنا أيضا كان لي عش ، في شجرة الليمون ، لكنى كرهت كل أشجار الليمون ، وجئت إلى هنا ، شجرة التوت أحلى مكان في الدنيا ، ولن أغيره أبدا . 
الزرزور الكبير ، ابتلع هو الآخر حبة توت ، وقال : ليس هناك مكان جيد ، ومكان رديء ، نحن الذين نجعل المكان ، جميلا ، أو قبيحا . 
ثم هز جناحيه ، وقال قبل أن يطير : سلام يا صديقي ، بالتأكيد سنلتقي مرة أخرى .
 في الخريف ، بدأت الأوراق الخضراء تجف ، ثم تسقط ، مع أقل نسمة هواء ، ورقة بعد ورقة ، حتى صارت شجرة التوت ، الضخمة ، مجرد أفرع بنية . 
أخرج الزرزور الرمادي ، رأسه من العش ، تلفت حوله ، وقال : ماذا حدث لشجرة التوت ، أين ذهبت الأوراق الخضراء ، أصبح المكان غير مناسب لي ، الشتاء قادم ، وأنا لا أتحمل البرد . 
الزرزور الرمادي ، طار إلى أعلى .
 نظر من فوق إلى عشه الصغير ، وشجرة التوت ، العارية ، وقال : انتظريني ، سأعود إليك ، في الربيع القادم . 
ثم رفرف بجناحيه ، وطار بين الأشجار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق